Pages

samedi 10 mars 2012

انا شاب عربي اعاني الكثير من المشاكل




تكتسب الأمة صفتها من حجم الطاقة الفاعلة فيها (الشباب) التي يعوّل عليها في النهضة والبناء فيقال : أمة فتية وأخرى هرمة لغلبة نسبة المسنين فيها وقلة الشباب ، ولذلك ساد في أدبياتنا مقولة "الشباب عصب الحياة".
إذ تقدر نسبة الشباب في العالم العربي بحدود 20% من مجل سكان العالم العربي (أي قرابة 50 مليون شاب وشابة ) ، ومن المسلّم به أن الشباب العربي يعاني من أزمات كثيرة ومتعددة في سياق أزمة الأمة ككل لأن الأمم حينما تتأزم تشمل أزمتها كل فرد فيها .
إن مشكلة الشباب تنبع بالأساس من خلل في سياسات التنمية والإعلام والتشغيل والتربية والتعليم والتنشئة الاجتماعية والسياسية ، الأمر الذي يفرض ضرورة مشاركة عدد كبير من العلماء والباحثين والكتاب والمفكرين وعلماء النفس والاجتماع على التربية والتعليم في وضع استراتيجية مستقبلية تتبنى جيل الشباب وتساعده على تجاوز الصعوبات والمعوقات التي تعترض سبيله وتساهم في ذلك الحكومات العربية ، ومختلف مؤسساتها الشعبية والرسمية والنقابية والأسر .
وجوهر التعليقات والآراء التي سنتعرض لها في هذا التحقيق هي إجابة على التساؤل القائل : ما الذي يحتاجه الشباب في العالم العربي ؟ وما هي المشاكل التي يعاني منها ؟ .
ويعتبر هذا السؤال مُلحـًا وضروريـًا في هذه المرحلة بالذات ، حيث تجتاح العالم ثورات مختلفة أبرزها ثورة الاتصالات والتكنولوجيا ، وكذلك تكاد الحياة تنتظم على إيقاع "العولمة" رغم كل الصيحات التي تتعالى في كل مكان محتجة ورافضة لذلك "التنميط / العولمة" الذي اختُزل بـ "الأمركة" الثقافية والسياسية والاقتصادية ، أقول : يعتبر ذلك التساؤل ضروريـًا لنرى مدى تأثير تلك التغيرات التي تجتاح العالم على وعي الشباب ورؤيتهم لواقعهم ، وما الذي يأملون تحققه في المستقبل ؟
هموم الشباب: 
إن واقع الشباب في العالم العربي يعاني من جملة أزمات ، فقد أدت المتغيرات الاجتماعية في العصر الحديث إلى خلل في الأسرة العربية والإسلامية ، بعد أن غزت الثقافات الوافدة من خارج الإسلام إلى أبناء الإسلام فأدت إلى بعض التصدعات داخل الأسرة ، الأمر الذي غير من شكل العلاقات الأسرية والاجتماعية حيث اهتزت بعض القيم والمبادئ لدى الشباب وظهرت هموم ومشكلات نبرز من أهمها مايلي :
1-الفراغ التربوي : 
أصبحت العلاقات بين الأسرة الواحدة مثل العلاقات بين ساكن فندق وعليه يتحدد المستوى الاجتماعي رقياً وضعفاً ، مشيراً إلى أن العلاقة بين الأسر وأعضائها أصبحت علاقة جوار وقتي عند النوم ، وأحياناً عند الطعام ، فمثلاً توجد علاقة تربط الأبناء بالآباء والأزواج بالزوجات كما رسمها الدين الإسلامي ، فقد نقلنا عن الغرب كل مايهدد الأسرة المسلمة ، والشباب هم أكثر فئات المجتمع العربي تأثيراً بالفراغ التربوي مما انعكس على بناهم النفسية والعقلية وتوجيهاتهم الثقافية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية والقومية ، ولعل من مظاهر الفراغ التربوي لدى الشباب .
أزمة التعليم مضاهر الامة الحضارية : 
حذر البنك الدولي من ان مستوى التعليم في العالم العربي متخلف بالمقارنة بالمناطق الاخرى في العالم.. ويحتاج الى اصلاحات عاجلة لمواجهة هذه المشكلة وهي مشكلة البطالة وغيرها من التحديات الاقتصادية.
وقال التقرير للبنك انه رغم سهولة الوصول لمصادر التعليم حاليا مقارنة بالماضي الا ان المنطقة لم تشهد نفس التغيير الايجابي فيما يتعلق بمكافحة الامية ومعدل التسجيل في المدارس الثانوية الذي شهدته دول ناشئة في آسيا وامريكا اللاتينية, واشار التقرير الى وجود فجوات بين ما حققته الانظمة التعليمية وبين ما تحتاجه المنطقة لتحقيق اهدافها الانمائية الحالية والمستقبلية, وذكر بان احد اسباب ضعف العلاقة بين التعليم وضعف النمو الاقتصادي هو انخفاض مستوى التعليم بشكل كبير.
ويقدر عدد الطلاب في العالم العربي لكافة المراحل بأكثر من 60 مليون طالب عام 1990م وقد يتجاوز العدد 75 مليون ، أ ن هذا العدد الضخم سلاح ذو حدين.
إن أهم مايعيق التعليم هو ضعف الإنفاق عليه في العالم العربي فإن ما تنفقه الولايات المتحدة الأميركية على التعليم يصل إلى 5.5% من الناتج القومي الأميركي، في الوقت الذي تصل فيه نسبة الإنفاق على التعليم في الدول العربية إلى 5.8% من الناتج القومي ودولة مثل المغرب تنفق ربع ميزانيتها على التعليم كما تنفق الجزائر 30% من ميزانيتها على التعليم، بينما تنفق مصر على كل 1000 طالب أكثر مما تنفقه الولايات المتحدة مما تنفقه الولايات المتحدة على نفس العدد، أما السعودية والكويت وباقي دول الخليج فتعد من أكبر دول العلم إنفاقاً على التعليم ومع ذلك فهناك تراجع واضح في نظام التعليم في العالم العربي أدى إلى نسبة عالية من البطالة بين الخريجين من المغرب إلى الخليج.
لذلك لابد من إعادة ترتيب الأولويات في الإنفاق ووضع العملية التعليمية في المراتب الأولى حتى يصبح للتعليم دلالته القيمية إذا أصبح هو هدف الشباب في ظل الفراغ التربوي ، هو الحصول على الشهادة ، وبالتالي وبذلك أصبح الأسلوب السائد هو أسلوب الحفظ والتلقين ، وتغيب النقاش والحوار ، ومن هنا ظهرت أمية الحضارة إن لم يكن التخلف الحضاري .
البطالة : 
تواجه الدول العربية بشكل عام مشكلة تكاد تنشر مخالبها لتغطي مساحات واسعة من الوطن العربي نخشى من استفحالها لتصبح في النهاية آفة تنخر جسد الإنسان وهذه المشكلة هي البطالة وخاصة البطالة عند الشباب. وبالأخص الخريجين منهم فالشهادة والتخرج هاجسان يسعى الشباب لتحقيقها أملا في مستقبل مشرق زاخر بالأماني والأحلام للانخراط في مؤسسات المجتمع المدني والبناء الفاعل للحضارة التي تمثل كل دولة بالإضافة إلى تحقيق الذات التي نعيش جميعا من اجل الوصول بها إلى مراتب عالية ومكانة أفضل .
يمضي الشباب فترة دراستهم في جد وكفاح من اجل التخرج ليجدون أنفسهم بعدها متسكعين في الطرقات العامة أو المقاهي بانتظار فرص العمل التي قد لا تأتي بعد أعوام يهيم خلالها الشاب على وجهه ويعيش حالات الفراغ التي تؤدي به إلى انحرافات عدة يحاسبه عليها القانون ومن ثم المجتمع
مما أدى بالكثيرين منهم إلى الهجرة والبحث عن فرص العمل خارج حدود البلاد. كما نقل ميدل ايست اونلاين على الانترنت.
لشاب جلال من مصر، تخرج من كلية الاقتصاد منذ سنتين لكنه لم يجد حتى الآن عملا رغم انه تقدم إلى الكثير من الدوائر التي عاملته كمتسول يحتاج إلى المال ليعيش رغم ثقافته الواسعة ومتابعته للهموم والمشاكل التي تواجه مصر حاليا إلا أن أحدا لم يصغ إليه باعتباره شابا صغيرا لا يحق له التدخل والمناقشة.
الشاب وائل من ليبيا، يقلقه وضعه ويسرق النوم من عينيه فهو خريج كلية الآداب منذ ثلاثة أعوام لكنه لم يجد الوظيفة بعد مما جعل زوجة أبيه تكيل له الاتهامات والتي من أولها انه عاطل على العمل وانه بحاجتها لكي تصرف عليه وتطعمه. مما جعله يهرب من المنزل ويلجأ إلى مقاهي الانترنت ليناقش أموره الحياتية مع أقرانه الذين يعانون من نفس المشاكل .
بينما بسمة، التي تحمل شهادة المحاسبة لم تجد مجالا للعمل إلا سكرتيرة في عيادة طبيب تغسل الأدوات وتعقمها بعيد عن دراستها واختصاصها! 
مجموعة من الشباب والشابات التقيتهم أثناء تقديمهم لامتحان القبول في إحدى الوزارات من أجل العمل لديها، وكانت الأعداد التي حضرت للمسابقة هائلة بشكل ملفت للنظر، أكدوا لي أنهم تقدموا إلى عدد كبير من المسابقات. لكنهم لم يتم قبولهم بعد سنة من انتظار الامتحان ومن ثم نتائجه يمضيها الشاب أو الشابة في فراغ وحاجة تمنعهم من التفكير في أي شيء أخر إلا تامين وظيفة تعيلهم. 
اثر البطالة على الشباب والمجتمع : 
جانب الصحة النفسية :
تؤدي حالة البطالة عند الفرد إلى التعرض لكثير من مظاهر عدم التوافق النفسي والاجتماعي ، إضافة إلى أن كثيراً من العاطلين عن العمل يتصفون بحالات من الاضطرابات النفسية والشخصية ، فمثلاً يتسم كثير من العاطلين بعدم السعادة وعدم الرضا والشعور بالعجز وعدم الكفاءة مما يؤدي إلى اعتلال في الصحة النفسية لديهم ويعد أهم مظاهر الاعتلال النفسي التي قد يصاب بها العاطلون عن العمل .
2- الجانب الأمني: 
تشير الدراسات أن هناك علاقة بين البطالة والجريمة ، فكلما زادت نسبة البطالة ارتفعت نسبة الجريمة ، ومن أهم ما وبعرف رد في تلك الدراسات :
أ‌- تعد جريمة السرقة من أبرز الجرائم المرتبطة بالبطالة ، حيث تبلغ نسبة العاطلين المحكوم عليهم بسبب السرقة 27% من باقي السجناء المحكوم عليهم لنفس السبب في المملكة العربية السعودية .
ب‌- كلما ازدادت نسبة البطالة ، ازدادت جرائم [القتل – الاغتصاب – السطو – الإيذاء] حيث أكدت دراسة أمريكية أن ارتفاع البطالة بنسبة 1% يؤدي إلى ارتفاع نسبة جرائم القتل بـ 6.7% ، وجرائم العنف بنسبة 3.4% .

3- الجانب الاقتصادي:
إحدى نتائج ظاهرة البطالة زيادة حجم الفقر، الذي يعتبر ـ أيضًا ـ من العوامل المشجعة على الهجرة. ويقول الخبراء بأن مشكلة الهجرة إلى أوروبا تكاد تكون مشكلة اقتصادية بالأساس.

فالكل يعرف أن أهم مؤشر في اتجاهات الطلب على العمل هو نموّ الانتاج، و بالتالي فإن تباطؤ النموّ الاقتصادي يعني ارتفاعا في معدّلات البطالة. و هكذا فإن الوضع في المنطقة العربية بصورة عامة و منذ التسعينات تلخص في ضعف أداء الانتاج مقارنة بنمو سريع في القوة العاملة. كما تبين الاحصائيات أن النمو في القوة العاملة قد فاق الزيادة التي طرأت على فرص التوظيف في المنطقة العربية.
2. أنــواع البـطالـة : 
هناك عدة أنواع للبطالة خاصة تلك التي عرفتها البلدان الرأسمالية و التي نذكر منها :
البطالة الدورية
البطالة الاحتكاكية 
البطالة الهيكلية
البطالة الدورية : 
يطلق عليها مصطلح الدورة الاقتصادية والتي هي خاضية التكرار والدورية ـ 
البطالة الاحتكاكية :
البطالة التي تحدث بسبب التنقلات المستمرة للعاملين بين المناطق والمهن المحتلفة ، والتي تنشأ بسبب نقص المعلومات لدى الباحثين عن العمل ولدى اصحاب الاعمال الذين تتوفر لديهم فرص العمل 
البطالة الهيكلية : 
ذلك النوع من التعطل الذي يصيب جانبا من قوة العمل بسبب تغيرات هيكلية تحدث في الاقتصاد الوطني 
الإدمـــــــــــــــــــــــان : 
قال تعالى : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{90} إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ{91}] (المائدة : 90-91).
لإدمان مشكلة نفسية ، وعملية توافقية غير موفقة لشخص مضطرب ، والإدمان آفة اجتماعية ومشكلة قانونية خطيرة ولها آثار سيئة متعددة على الفرد والأسرة والمجتمع لأن المدمن قد يلجأ إلى أي وسيلة للحصول على مادة التعاطي ، من الكذب إلى السرقة إلى التزوير ، وغير ذلك مما يؤثر تأثيراً سيئاً واضحا على عمله وعلى حياته الزوجية والاجتماعية .
أفكار ومعتقدات شائعة حول الإدمان :
من هو المدمن؟ 
1- هو شخص فى المجتمع غير متزن - غير واضح - غير مستقر. 
2- أنانى يركز على ذاته دون أدنى اهتمام بصالح الآخرين، ولا يهتم إلا بمشاكله الخاصة به. 
3- مشكلته الرئيسية الحفاظ على مورد المخدرات، أو الإشباع الفورى لرغبته للمخدرات. ويتبع أى وسيلة مهما كانت خطورتها لإشباع تلك الرغبة الملحة الشديدة. 
4- يفتقر إلى النظام الذاتى وقدرة الإرادة والطموح، ولا تتوافر لديه الثقة بالنفس، ولا الإيمان بشخصيته ويتجنب المسئولية. 
5- درجة استعداده للألم بكل أنواعه عالية للغاية، ولا يستطيع تحمل النقد ولا احتمال الإحباط. 
6- فشل فى تطور علاقاته الإنسانية الطبيعية - وتميل علاقاته الشخصية إلى أن تقتصر على الأعضاء الآخرين فى عالم مدمنى المخدرات، وهكذا يصبح منبوذاً اجتماعياً، ويعيش فى وحدة قاسية. 
ومن اهم المعتقدات والافكار التي تلعب جورا هاما في نفس المدمن : 
1- تنسي الإنسان هموم الدنيا .
2- تنقل الإنسان من الكآبة إلى السعادة .
3- تنقل تفكير الشباب من المشكلات إلى اللاشيء .
5- تخفف من المتاعب الجنسية .
6- تجعل الفرد يعيش في عالم الأحلام .
7- تجعل الفرد يعمل فترة طويلة بدون تعب .
المشكلات الزواجية : 
مشكلات قبل الزواج ، تتعد المشكلات التي يحتمل حدوثها قبل الزواج ، وأهمها مايلي :
- مشكلة اختيار الزوج :
ان المشكلة الحقيقية أن هناك تأخر في سن الزواج بشكل خطير في العالم العربي والإسلامي يترتب عليه أمراض اجتماعية خطيرة، وبعد أن كان الشاب يتزوج في سن 16 عاماً أصبح يتأخر إلى 40 أو 45 بسبب تكاليف الزواج والظروف الاقتصادية الصعبة، أما الفتاة فتأخر سنها أيضاً إلى 30 و35 و40 أحياناً.
وحتى إذا توافر للشباب تكاليف الزواج في بعض الدول مثل دول الخليج فهم قد يلجأون إلى غير بنات أقطارهم بسبب المغالاة في المهور في بلادهم، ولهذا كان الوجه الآخر للعنوسة هو الأعراس الجماعية التي أصبحت تنتشر في العديد من الدول وأصبح يرعاها المسؤولون أحياناً.
فهناك من يشترط الجمال أو النسب أو المال أو الوظيفة كما يحصل في الوقت الحالي ، ربما على حساب الدين والخلق ، وما أن يتحقق له المطلوب حتى يدرك خطأه الفادح ، وربما دخل في دوامة من المشكلات النفسية والاجتماعية والصراع النفسي .
- الإحجام والإضراب عن الزواج:
-الجانب المادي فتكاليف الزواج باهضة .... غلاء المهور ...
- وجود نماذج لزيجات فاشلة في محيط الأسرة وخاصة الوالدين والأخوة .
والبعض تجد انه لا يرغب بالزواج في سن صغير لانه يريد اتمام مشاريعه اخرى كاكمال دراسته ..............وغيرها .
الصراع بين الأجيال :
كثيرا ما يوجه اللوم للجيل الحاضر من الشباب ويتهم بالعناد والغرور وعدم التماسك، وفقدان الانتماء، والإحساس باللا مبالاة.. وكثيرا ما تنطبق هذه الأوصاف التي يطلقها حكماء الجيل السابق على شباب الجيل اللاحق.. ونجد هذه الصيحات تتكرر وتتجدد بتجدد الأجيال..
وهذه مشكلة لها جذور حادة في الواقع العربي إذ تزداد فجوة التفاهم والتجانس والتآلف بين الشباب والكبار وأضحى الكبار ينظرون بعقلية الوصاية وإصدار الأوامر الأخطر من ذلك أن غالبية الآباء أضحى جل همهم توفير متطلبات العيش والتعليم والصحة لأبنائهم ، متعللين بذلك بأن ضغوط الحياة قاسية تدفعهم للعمل مرتين وثلاث في اليوم ، دفعهم ذلك الواقع إلى تصور أن هذا هو كل مايريده الشباب .
ولذلك قال الحكيم.
"لو كان للشيوخ قوة، ولو كان للشباب معرفة"
الثقافة الغربية والإعلام:
وقد شهدت السنوات الأخيرة منعطفات حادة في أثر الإعلام الحديث في توجيه الأحداث وتغيير مواقف الرأي العالم الدولي بأساليب مختلفة.
لقد أدت وسائل الإعلام الغربية وما زالت تؤدي دوراً كبيراً في نشر الثقافة الغربية واتجاهات الحياة العامة في الأقطار الأوروبية والولايات المتحدة، وقد أخذ دور هذه الوسائل الإعلامية يتزايد وتشتد فاعليته بشكل يتناسب مع التقدم التقني في مجالات الصناعات الإعلامية.
وعلى سبيل المثال ، تصدر وكالة [رويتر] يومياً أكثر من 40مليون كلمة توزع على أكثر من 80دولة ، في حين لا توجد وسائل إعلامية فعالة في العالم العربي تستطيع بموجبها المجابهة أو حماية الشباب .
ونجد أيضاً أن الشباب العربي يمضي أكثر من 4ساعات يومياً في مشاهدة التلفزيون وقابلة للزيادة مع غزو المحطات الفضائية ، وإن 40-60% من برامج التلفزيون العربية مستوردة وكثير منها لا يتناسب طبيعة هذه البلاد المسلمة ، ويمكن القول عن هذه الحالة [بالغزو الثقافي المستورد] أي أن الإعلام العربي يستورد الغزو الثقافي عبر الأفلام والمسلسلات والبرامج والإعلانات والمستودعات إلى جانب المعلومات بمختلف صورها ، كما أن البرامج التلفزيونية المحلية دون المستوى المطلوب ولا تساهم في تثقيف المواطن أو الشاب وزيادة وعيه وإدراكه.
شباب بين الخيال والواقع : 
أولاً: الشباب يعيش في عالم الخيال : 
شباب يحلم بمستقبل مزدهر وعالم كله ورود وحياة مملوءة بالسعادة ومكانة اجتماعية مرموقعة وحالة اقتصادية لا يدنو منها غيره ، لكنه يعيش في واقع أليم فهو لا يحمل شهادات علمية ولا يحمل أي صفات اجتماعية أو اقتصادية تؤهله لهذا الحلم الرومانسي .
وما هي الا وعبارات اعتاد عليها اللسان -نحن غرباء في بلادنا -
ثانياً: الشباب الاعتمادي على الآخرين : 
هم فئة من الشباب تحتاج إلى تلقي الرعاية دائماً من الوالدين والتعلق بهما والالتصاق بالآخرين والخوف الشديد من الانفصال وصعبة في اتخاذ القرارات ، وإلقاء مسئولية أعماله والأشياء التي تخصه على الآخرين والافتقار إلى الثقة بالنفس والانشغال غير الواقعي بالخوف من غياب مساندة الآخرين وأن تترك له مسئولية الاعتناء بنفسه أو تحمل المسئولية .
ثالثاً: الشباب الحقيقيون والذين يشرفون المجتمع :
هم الفئة التي يشرّف بها المجتمع وكل من يتعامل معهم ، شباب يعرف دوره ومسئولياته ، دائماً يبحث عن ذاته محاولاً تفجير طاقاته العلمية ليضع بصمة في طريق مستقبل منير ، يواجهه الصعوبات ليكتشف فيها اليسر ، يبحث عن المعلوم يرى منه المجهول ، ينادي في محرابه بأن ليس هناك شيء مستحيل أمام العمل والطموح ، مؤمن بالله وواثق في قدراته التي وهبه الله إياها ، نغوص في أبحار هذه الفئة لنتعلم منها كيف نطمح وكيف نتعلم وكيف نبني مستقبلنا .
شباب يحدد طموحاته وأهدافه : وهو طالب يرسم طريقه للوصول إلى مبتغاه ، فيختار مساره التعليمي المستقبلي ولا يترك الصدفة تختار مستقبله ، يريد كلية الطب فيعمل لها ، يريد كلية الهندسة فيعمل لها.
شباب يعرف قدراته ، من أهم العوامل في التفوق هي أن يدرك الفرد مدى قدراته فلا يعطي نفسه أكثر .
من قدراتها ولا أقل من إمكانياتها .

1 commentaire: