دعوة لحماية الحسون من الانقراض
يعد السوق الأسبوعي لبيع الطيور بمختلف أنواعها على غرار الحسون والكناري، الواقع بالحديقة العمومية "سليمان قنون" المدعو لاصو بوسط مدينة سوق أهراس فضاء مفضلا لهواة العصافير، وحسب عديد البائعين والمتسوقين الذين يرتادون هذا الفضاء صباح كل يوم جمعة، فإن طائر الحسون له شعبية كبيرة بطاغست وحتى بعديد مناطق الولاية، كما ينفرد طائر الحسون الخاص بمنطقة سوق أهراس "الصغير المزركش" بتغريدته وزقزقته وألوانه، ويزين عديد بيوت السوقهراسيين بشدوه العذب وريشه البديع.
فأينما تسير عبر شوارع وأزقة المدينة تصل إلى مسامعك أنغام هذا الطائر في الأقفاص، وكثيرا ما يصادفك شاب يصطحب هذا الطائر خارجا للاستمتاع بأشعة الشمس أو حتى للتباهي به أمام المارة وأصدقائه.
وكان طائر الحسون الخاص بمنطقة سوق أهراس الذي يتم اصطياده ببلدية عين سنور 30 كلم غرب عاصمة الولاية والخضارة ومزرعة أولاد بشيح وأولاد إدريس "يرسل" إبان فترة الاحتلال إلى فرنسا لما له من تغريدة خاصة ومنفردة ومميزة، وألوان بهية مزركشة وأخاذة حسب ما أوضحه عمي رابح شيكل (متقاعد 68 سنة)، مضيفا أن هذا الطائر الذي يطلق عليه محليا "بومزين" وبالعاصمة "المقنين" يعمر طويلا إذا ما لقي عناية دائمة به، قد يصل في بعض الأحيان إلى ما بين 5 و11 سنة وفي حالات نادرة إلى 19 سنة، أما سعر المصطاد منه فيقارب حوالي 3 آلاف دينار ويقفز إلى 5 آلاف دينار بالنسبة للحسون الذي يربى داخل الأقفاص، وحسب هذا المولع والعاشق للعصافير منذ طفولته، وخاصة طائر الحسون فإن هذا العصفور تعرض للانقراض جراء الصيد العشوائي، داعيا إلى حماية الطيور وذلك من خلال "اعتماد قانون صارم" لوضع حد نهائي لاصطياده، مشيرا إلى أن "الحسون" له مبادئ، لأنه حتى وإن طار بعيدا عن قفصه فهو يعود، ما يدل على حبه للإنسان.
وبرأي الشاب سمير.ث (25 سنة) الذي يتاجر في هذا النوع من العصافير، فإن حسون سوق أهراس يتميز عن باقي العصافير خاصة المستقدمة من غرب البلاد بتغريدته العذبة والمتميزة، مشيرا إلى أنه يعتمد في تجارته هذه على الاصطياد بغابة المقسمية ببلدية حمام نبايل (ولاية قالمة)، وهو ما يسمح له بتحصيل شهري بحوالي 12 ألف دينار لتلبية حاجيات عائلته.
وعبر هواة الحسون عن "استيائهم" للاصطياد العشوائي لهذا العصفور، مشيرين في ذات السياق إلى أن كل 200 طائر يتم أسرها 7 أو 8 منها فقط تعمر وتعيش، والباقي تمثل خسارة كبيرة وتهديدا يؤدي إلى انقراض لا محالة.
ودعوا إلى تظافر الجهود للحفاظ وحماية هذا النوع من الطيور من خلال عدم صيده لمدة سنتين أو أربع سنوات لضمان عودته وتكاثره من جديد، فضلا عن تأسيس جمعيات للحماية البيئية بما فيها الطيور، وحسب العارفين بتربية الطيور فإنه بالرغم من التدابير والإجراءات التي اتخذتها الجهات المعنية على غرار محافظة الغابات التي تمنع بموجبها منعا باتا اصطياد الحسون وبعض الطيور الأخرى خاصة في فترة التفريخ، إلا أن عمليات الصيد لا تزال متواصلة من خلال استعمال الشباك والحلفاء اللاصقة ما أصبح يهدد هذا الطير.
وكثفت من جهتها محافظة الغابات عمليات المراقبة على مستوى هذه السوق حيث قامت بـ"حجز عديد الأقفاص" قبل "إطلاق سراح طيور الحسون" كما نظمت حملات للتوعية والتحسيس للحفاظ على هذا الطائر "المتميز" وهو العمل الذي يجب أن ينخرط فيه الجميع حسب ما أضاف مصدر بذات المحافظة.
ولضمان حماية أفضل للطبيعة والحفاظ على التوازن البيئي وحماية طائر الحسون من الانقراض دعا ذات المصدر مديرية التربية إلى تقديم دروس على مستوى المؤسسات التربوية لتحسيس التلاميذ بأهمية الحفاظ على هذا الطائر وعدم اصطياده.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire